وردة الغضبان: مطربة تونس التى انطلقت حينما غنت ل حسن الأسمر

Share it:
استطاعت الفنانة وردة الغضبان أن تجلب الانتباه منذ أول ظهور تلفزيونى لها أي منذ حوالي أربعة عشر عاما وكان ذلك في برنامج «طريق النجوم » لعفويتها وحسن أدائها وحضورها الركحي لتواصل مسيرتها بأعمال خاصة حققت بها النجاح وبعروض متعدّدة داخل أرض الوطن وخارجها اضافة إلى تلقيها لسنوات تكوينا موسيقيا على أيادي خيرة الأساتذة.
وكان لنا هذا الحوار معها :

ما جديد وردة الغضبان؟
بعد تسجيلي أغنيتين جديدتين خلال هذه السنة الأولى بعنوان «آه يا الكية » والثانية بعنوان «وينك وينك » أحضر حاليا على إعداد أغنيتين ستكونان جاهزتين في شهر يناير القادم وهما « حبك في قلبي » وهي تراث جزائري و «آه يا ليل » وهي من كلماتي وألحاني و أنوي تصوير إحداهما على طريقة « الفيديو كليب .» ألم يكن من الأجدر لو اكتفيت بالغناء وتركت الكتابة والتلحين لأهل الاختصاص؟
ومن قال لك أنّي لا أحسن الكتابة والتلحين؟
فمنذ صغري وأنا مولعة بالغناء أكتب وألحن ما أحس به ثم تعرفت على عديد الشعراء والمحلنين وتلقيت تكوينا موسيقيا كان ضروريا لفنانة عصامية تسعى إلى تطوير نفسها وامكانياتها. ألا ترين أنك كنت محظوظة جدّا خصوصا من خلال انطلاقتك من برنامج «طريق النجوم ؟»
تقول أن خجلي وتربيتي كادا يحرمانني من المشاركة، فقد كنت أول من التحقت بال «كاستينغ »، ولم أكن أدري بما يجري حولي فتقدم الجميع وبقيت الأخيرة، وتم رفض قبولي بسبب الوقت الذي لم يعد سانحا آنذاك لمزيد الاستماع للمشاركين والمشاركات فتدخل الملحّن محمد صالح الحركاتي الذي استمع لي وراهن على امكانياتي، وعندما ظهرت نجحت والحمد لله وربما تكون عفويتي وتلقائيتي قد ساعدتاني على البروز.
وهل كنت تتوقعين كل ذلك النجاح؟
كنت واثقة من نفسي، لكنني فوجئت بالتفاعل الكبير لجمهور الشاشة الصغيرة وبمساندة وسائل الاعلام لفتاة ريفية صغيرة السنّ.
يقال إن وردة الغضبان تغيرت، بل وترفعت حتى عمّن ساندوها.. كيف تردين على هذه التهمة؟
أنا لم أتغير، ولن أتغير، والدليل على ذلك أنّي لم أغيّر لهجتي ولم أسع إلى ذلك لأنها جزء مني ولأنني معتزة بنشأتي في بيئة ريفية، ولا أخفي أن وضعي المادي تغير نحو الأحسن والأفضل ، ولا أظن أن أحدا يرفض ذلك خصوصا أنني أعمل وأن قدري هو أن أكون فنانة.
وماذا عن الغرور، الذي اتهمك به البعض؟
لست مغرورة، وأبعد ما أكون عن الغرور، ومثل هذه الاشاعات لن تزيدني إلاّ إصرارا على العمل وعلى تحقيق النجاحات وعلى التمسك بلهجتي وبجذوري وبحبي للناس وباحساسي الخاص ب « الزوالي .»
هل يعني احساسك ب «الزوالي » أنك تغنين في أعراسه مجانا؟
نعم غنيت للكثير من «الزواولة » مجانا كما غنيت لمتوسطي الدخل بأسعار رمزية، فأنا ابنة الشعب وانسانة تحس بالآخرين... أقول
هذا رغم أن الفن هو مهنتي الوحيدة. ما هو سبب اتجاهك للغناء القديم ؟
مثلما غنيت التراث، أنتجت أعمالا خاصة بي، ثم إن تراثنا الغنائي جميل وهو ملك لنا جميعا، ،وقد غنّاه القدامى لنتوراثه، لا لننساه وواجبنا تجاهه هو أن ننفض عنه الغبار وأن نحييه وأن نعرف به وأن نقدمه للجميع، وهذا يكون أفضل بالنسبة للتراث المنسي، ثم ان الأغنية إذا غناها صاحبها أصبحت ملكا لسامعيها فأنا أغني أيضا لزملائي وزميلاتي مثلما يغنون لي، وهذا ليس عيبا، بل هو دليل على أنّ الأغاني التونسية بلهجتها وايقاعاتها ومقاماتها رائعة إلى أبعد الحدود.
قلة الساحة الغنائية فى تونس ؟
هناك عوامل كثيرة جعلت ساحتنا تشهد ركودا رهيبا، أولها أن التونسي لا يحب الأعمال التونسية في غالب الأحيان وثانيها تفاقم عدد الفضائيات والاذاعات وهو عامل شتّت تركيز المشاهد والمستمع ، وثالثها كثرة الشواغل اليومية للناس، ورابعها قلة التركيز على الأعمال
التونسية في البرامج الاذاعية والتلفزية وغيرها من العوامل التي اتحدت ضد الساحة وضد الفنان التونسي.
ماذا ينقصنا حسب رأيك؟
ينقصنا ايجاد حلول للمشاكل التي تحدثت عنها، وتنقصنا الصناعة الفنية التي أرى أنها ضرورية في هذه المرحلة، وهي تجربة نجحت فيها الدول الغربية وخاضتها بعض الدول العربية فتغير كل شيء نحو الأحسن فما بالك لو تكون لنا هذه الصناعة وفي بلد يعجّ بالطاقات
الابداعية في شتى المجالات... لقد وصلنا إلى درجة أصبح فيها الفنان التونسي منتجا لأعماله حتى لا يشمله الركود والنسيان.
ألا تفكرين في الهجرة خصوصا أنها ساعدت الكثيرين على البروز؟
حاليا لا أفكر فيها، ولا أظنني أفعل ذلك، فأنا تونسية ومن حقي العيش والانطلاق في وطني ولكنني لست ضد إحياء حفلات خارج حدود الوطن باعتبار أنني جرّبت ذلك مرارا، وقد وقفت على حقيقة ثانية وهي أن اللون التونسي مطلوب في الخارج، فلماذا لا يؤمن الكثيرون به؟ أنا أعمل وأجتهد وسأواصل رغم كل العراقيل التي نعاني منها جميعا .
لماذا لم تفكري في أداء ولو أغنية واحدة باللغة العربية الفصحى؟
هي لغتنا الجميلة، لكن لوني لا يسمح بذلك لأنه لون شعبي قريب من الناس وليس لونا نخبويا فأنا أحترم نفسي وأحترم كل الألوان والأنماط وأحب الأغاني التي تكتب بالعربية الفحصى وكذلك الأغاني الملتزمة، لكنني لا أرى ضرورة للتطفل على ميدان ليس ميداني.
بصراحة... هل أنت راضية عن كل ما قدمته؟
أنا مقتنعة وأطمح دائما إلى تقديم الأفضل وأيضا إلى التجدّد وهذا يتطلب نفسا طويلا وسنوات من العمل والمثابرة والصبر.
كيف تقيّمين مسيرتك؟
هي مسيرة لم تكتمل، وحتى السنوات التي قضيتها في الساحة يبقى الحكم عليها من مشمولات النقاد والاعلاميين والجمهور، ولكن ما يمكن قوله هو أنّني أعيش سعادة لا توصف كلما استقبلني جمهور بحفاوة و كلّما حققت نجاحا في مهرجان أو في تظاهرة ثقافية.
Share it:

فن

Post A Comment:

0 comments: