قبل 196 عاما.. شامبليون ينجح في فك طلاسم اللغة الهيروغليفية

Share it:


قبل 196 عاما كان الغموض السمة الأساسية للغة الهيروغليفية، وعندما نجح العالم الفرنسى جان فرانسوا شامبليون فى مثل هذا اليوم فى فك طلاسمها ورموزها المنقوشة على حجر رشيد أزاح ستار الغموض والأسرار عن تلك اللغة الفرعونية القديمة فاتحا آفاقا غير مسبوقة للتعرف على حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد موتها عبر القرون، وأصبحت الهيروغليفية وأبجديتها تدرس حاليا لكل من يريد دراسة علوم المصريات.
واللغة الهيروغليفية الفرعونية القديمة، هى اللغة الدينية المقدسة التى كانت متداولة في المعابد الفرعونية قبل نحو قرنين من الزمان، مقابل اللغة الديموطيقية التى كانت لغة الكتابة الشعبية (العامية المصرية)، وفى يوم ٢٦ أكتوبر من عام ١٨٢٢ تم إزاحة الستار عن مفردات تلك اللغة التى حملتها نقوش الحضارة المصرية القديمة التى ظلت لقرون عديدة لغزا محيرا للعلماء والمتابعين والمهتمين، بقدر ما حملته الحضارة المصرية القديمة من قدرة على إثارة وإعجاب ودهشة وخيال المهتمين بتاريخ العالم وتراثه وحضارته والمهوسين بها حتى يومنا هذا فى مختلف دول العالم ٠
وكان حجر رشيد مفتاحا لفك رموز لغز اللغة المصرية القديمة، فيما كان اكتشافه فى عام ١٧٩٩ على يد جنود الحملة الفرنسية، ثم نقل من رشيد إلى القاهرة بناء على أمر "نابليون بونابرت" قائد الحملة الفرنسية.
والحجر عبارة عن لوح من البازلت (حجر الجرانوديوريت)، وهو غير منتظم الشكل، ويبلغ ارتفاعه 113 سنتيمترا، وعرضه 75 سنتيمترا، وسمكه 27.5 سنتيمترا، وفقدت أجزاء منه في أعلاه وأسفله، ويحتوى على نص واحد مكتوب بلغتين وثلاثة أنماط رسم، والرسم المرجعى الذى اعتمد عليه شامبليون فى فك رموز وطلاسم اللغة المصرية القديمة هو النص اليونانى الذى يتكون من ٢٤ سطرا.
وكان النص عبارة عن مرسوم من الكهنة ورجال الدين يمجدون فيه بطليموس الخامس، ويذكرون إنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، ومآثره فيما يختص بالجوانب الروحية والسياسية والاقتصادية، وعرض النص طريقة النظام الإداري والتنفيذي وآلية ونمط الحكم والمعيشة فى المجتمع المصري القديم، وتحديدا فى القرن الثانى قبل الميلاد، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة.
وقد قال المكتشفون للحجر إنه يتضمن نصا واحدا بخطوط ثلاثة مختلفة، واتضح أن اقتراحهم كان صائبا، وجاءت أولى الخطوات المهمة في مجال الخط الهيروغليفي على يد العالم الإنجليزي "توماس يونج" الذي حصل على نسخة من حجر رشيد عام 1814 والذي افترض أن الخراطيش الموجودة في النص الهيروغليفي، تحتوي على أسماء ملكية، واعتمد على نصوص أخرى مشابهه كالمسلة التي عثر عليها في فيلة عام 1815، والتي تتضمن نصا باليونانية وآخر بالهيروغليفية.
ورغم كل الجهود السابقة في فك رموز حجر رشيد إلا أن الفضل الأكبر يرجع للعالم الفرنسي "جان فرانسوا شامبليون" الذي حصل على نسخة من الحجر كما حصل عليها غيره من الباحثين، وعكف على دراسته مبديا اهتماما شديدا بالخط الهيروغليفي ومعتمدا على خبرته الطويلة في اللغة اليونانية القديمة، وفي اللغات القديمة بوجه عام ٠
وفي عام 1822 أعلن "شامبليون" على العالم أنه تمكن من فك رموز اللغة المصرية القديمة، وأن بنية الكلمة في اللغة المصرية لا تقوم على أبجدية فقط، وإنما تقوم على علامات تعطي القيمة لحرف واحد وأخرى لاثنين وثالثة لثلاثة، وأكد استخدام المخصصات في نهاية المفردات لتحديد معنى الكلمة.
وهكذا وضع "شامبليون" اللبنات الأولى في فهم اللغة المصرية القديمة قراءة وكتابة، وجاء من بعده المئات من الباحثين الذين أسهموا فى استكمال بناء هذا الصرح الشامخ، وبمعرفة اللغة المصرية القديمة بدأ الغموض ينجلي عن الحضارة المصرية وأخذ علم المصريات يشق طريقه بقوة بين العلوم الأخرى.
وتكريما لجهوده فى فك رموز اللغة الهيروغليفية تم دفن شامبليون تحت نصب تخليدى على هيئة مسلة مصرية عند وفاته في 4 مارس عام 1832، وتم إطلاق اسمه على شارع في مصر وآخر فى فرنسا تقديرا وعرفانا بدوره فى فتح المجال لتقدم علم المصريات والتعرف على تاريخ مصر الحقيقي.
Share it:

ثقافة

Post A Comment:

0 comments: