فى ذكرى الأستاذ مخرج «روحية اتخطفت»:.. فؤاد المهندس يرفض الضحك المبتذل
لايزال شهر سبتمبر يذكرنا بميلاد الأستاذ فهو أستاذ لجيل من عباقرة النجوم بدأوا فى مسرحه.. بالطبع أولهم شويكار حب العمر ورفيقة المشوار الفنى والزعيم الفذ عادل إمام واحمد راتب وأسامة عباس ومحمد أبو الحسن ونجمة الاستعراض شريهان وسناء يونس وغيرهم وأصبح لكل منهم أسلوبه ومجاله وقيمته الفنية الكبيرة.. ولكن يبقى هو الأستاذ فى أعين الجميع.. وعلى مستوى الكتاب والمخرجين يظل علامة فارقة فى مشوار كل منهم..
قبل 27 سنة قدم المخرج الشاب الذى لا يزال شابا عصام السيد مسرحية روحية اتخطفت والتى جمعت بين فؤاد المهندس وشويكار بعد طول غياب وكانت آخر عمل مسرحى يجمعهما وعن هذه التجربة يقول الفنان عصام السيد: أنا معجب بالأستاذ فؤاد المهندس منذ صغرى وكانوا يقولون لى إننى أشبهه بعض الشئ.. وعملت معه فى مسرحية روحية اتخطفت التى أعادته إلى الفن الذى يعشقه بعد فترة طويلة من الانقطاع وكانت الفنانة القديرة شويكار قد اعتزلت المسرح تقريبا وعادت له فى هذا العرض.. وكنت انتهيت من تقديم عرض أهلا يا بكوات وأصبحت معروفا بعض الشئ.. لكن بالنسبة له فهو الأستاذ فإذا قلت له ملحوظة فنية فى الأداء يقول لى عشرة بدائل للملحوظة وبدأت أشعر بتقييد حريتى وفكرت فى الاعتذار عن استكمال العرض ثم نصحنى أحد الأصدقاء بألا أقول له ملحوظة أداء أمام الناس وبالفعل نفذت نصيحته وبعدها أصبحت الحالة بيننا لطيفة للغاية والحقيقة أنه برغم كبر سنه فى ذلك العرض إلا أنه كان يحمل بالفعل قلب طفل برىء وكان أول شىء يسأل عنه فى البروفة هو ماذا ستأكل فى العشاء.. وهذا لا يعنى بالمرة أنه نهم ففى الغالب هو يتعشى أطعمة خفيفة ولكنه يتحدث عنها بسعادة فيقول مثلا: يا سلام فى شوية جبنة وبطيخ.. أو حبة عنب ساقع.. وآه آه .. لو صباعين كفتة» والمانجو بالطبع عشقه الأول.
وقد ظل لفترة طويلة فى بداية البروفات يراقبنى وأنا أعمل وكنت قلقا بعض الشئ.. ثم فوجئت به فى حديث تليفزيونى يذكرنى ويقول بالنص: «جابوا لى مخرج شاب.. صغير كده اسمه عصام السيد.. لكن طلع إيه.. اختراع».. وبالطبع كانت شهادة عظيمة بالنسبة لي.. وأجمل شىء فى الأستاذ فؤاد المهندس أنه كان يرفض تماما أى تلميحات جنسية أو أى سباب أو أى جملة يخجل منها أى فرد فى العائلة داخل العرض الذى يشارك فيه حتى لو أثارت الضحك.. وكان فى نفس الوقت يفرح بإضافات الزملاء لأدوارهم ويشجعهم ويسعى لتطوير الموقف وإحداث المزيد من الضحك لأبنائه وتلاميذه فى المسرحية.. وهو بالتأكيد لم يحصل على لقب الأستاذ من فراغ.
Post A Comment:
0 comments: